يوجد في العالم عدد مهول من أنواع الحيوانات المختلفة التي قد تتعدى اكثر من مليون ونصف نوع وفقا لأخر التقديرات والدراسات الخاصة بالعلماء في العصر الحالي.
نحن نتحدث هنا عن الأنواع التي قام العلماء اكتشافها ودراستها فقد اتضح للعلماء من خلال دراستها لطبيعة سلوك هذه الأنواع أنه ليس كل أنواع هذه الحيوانات تستطيع أن تحافظ علي علاقات المودة أو التزام الحياد تجاه نظرائها.
هناك الكثير من الأعداء الدمويين في عالم الحيوان فهم اكثر مما يبدون لك من الوهلة الاولي التي تظن فيها انهم مسالمين . سنعرض لكم في هذا المقال معلومات عن حيوانات تبغض بعضها البعض فلنبدأ!
الأسود والضباع
المواجهة بين حيوانات الأسود والضباع المرقطة مصورة في العديد من المؤلفات الفنية الأسود هم ملوك الغابة والضباع تتغذي علي الجيف باختصار الأسود والضباع تتواجد في نفس البيئة فهما يعيشان في قطعان ومعروف عنهما الافتراس فهما غريمان تقليديان، يصطادان نفس الفريسة ويختطفونها فيما بينهم.
علي الرغم من أن الأسود أكبر حجما من الضباع بمقدار مرتين أو ثلاث إلا أن الضباع تتميز بوجود فك قوي وأعدادهم كبيرة تقوم الضباع بالهجوم علي الأسود من جميع الاتجاهات حال المواجهة معهم معرضة نفسها للموت.
إذا كان اعداد الضباع اكثر بمقدار أربعة مرات فإن الفرار أو الصعود علي الشجرة يكون هو السبيل الوحيد امام الأسود للنجاة علي الرغم من أن الضباع تنتمي إلي فصيلة القطط إلا انهم لا يستطيعون تسلق الأشجار تشكل الفريسة التي يسرقها الضباع جزءا كبيرا من طعام قطيع الأسود.
تذهب الضباع مثل باقي الحيوانات المفترسة الأخرى علي صوت الطيور وهي تأكل الجيف وتذهب الأسود علي الأصوات التي تصدرها الضباع وهي تأكل عندما يلاحظ قطيع الضباع الأسود يتركون الفريسة وينتظرون دورهم علي مسافة 30 -100 متر وقلما تجدهم يتجرأون أو يحاولون مضايقة بالأسود والمعاملة بالمثل يختطف الضباع أيضا الفريسة من الأسود لكن في حالات قليلة.
تعتبر الأسود هي السبب في قتل الضباع بنسبة 70%. بالمناسبة، تقتل هذه الحيوانات صغار بعضهم البعض في حالات خاصة ليس من قلة الطعام ولكن لأهداف استراتيجية في البقاء علي قيد الحياة. إذا تواجد الأسود في المناطق التي يسيطر عليها الضباع فإنه لا مفر من المعركة.
اشهر مواجهة بين الأسود والضباع حدثت في اثيوبيا في عام 1999 حيث اسفرت المواجهات الدامية التي استمرت أسبوعين عن مقتل ستة اسود و35 ضبعا.
اسماك القرش والدلافين
تتجنب اسماك القرش دائما المواجهات المباشرة مع الدلافين ولديها أسبابها المقنعة. حيوانات الدلافين لديها هيكل عظمي متحرك لذلك هي تستطيع أن تناور بشكل جيد وسريعة مقارنة باسماك القرش التي نجد أن جسدها ملئ بالغضاريف التي تمنعها من الدوران بسهولة كما أن زعنفة الذيل الافقية للدولفين تساعده في التحرك بخفة والقيام بقفزات سريعة ووجهه مكون من عظام قوية ومتينة. يعتبر الذكاء هو السلاح الرئيسي للدولفين. المواجهات بين الدلافين واسماك القرش نادرة لأن الدلافين تجوب الماء في أسراب كما أن سمكة القرش حذره وتتجنب أسراب الدلافين. اسماك القرش تعيش بمفردها ونادرا تفضل العيش في جماعة إلا في موسم التزاوج أو في المناطق التي يكثر فيها الغذاء.
من المدهش أننا لم نصادف ولو مرة واحدة رؤية بقايا دولفين في بطون اسماك القرش. من المعروف أن السمكة الضعيفة أو التي تسبح بعيدا عن السرب تصبح فريسة سهلة للأسماك المفترسة وسمكة القرش لا تفوت الفرصة من استفزاز الدلافين إذا كانت علي مسافة قريبة وآمنة ليس من أجل صيد الضعيف منهم. سمكة القرش تبدأ بالهجوم ضد أي شيء يمكن أن يكون غذاءا ولم يبد مقاومة. الدلافين باعتبارها حيوانات اجتماعية تسبح سويا من اجل حماية أخواتها الضعفاء والكبار. تستطيع الدلافين بعد اتحادها التغلب علي سمكة القرش الأبيض الكبيرة والتصدي لأي هجوم حيث تتفرق الدلافين وتضرب سمكة القرش في اضعف نقطة لديها وهي فتحات الخياشيم وهي تشبه اللكمه في فم المعدة عند الإنسان. لا تستطيع الدلافين الانتصار علي سمكة القرش من حيث كتلتها لكنها تتفوق عليها عند الاصطدامات الجانبية من حيث الخفة والقوة.
النحل والزنبور
يوجد العديد من الاعداء لدي النحل لكن الزنبور يحتل مكانة خاصة في هذه القائمة. هناك العديد من أنواع الزنبور في العالم. هذه الحشرة اكبر من النحلة وتتغذي علي العسل و الرحيق الحلو والثمار الناضجة جدا ومختلف الحشرات الأخرى بما في ذلك النحل. تُغير هذه الحشرات علي المناحل عندما تكثر اعدادها بقرب انتهاء فصل الصيف وتتغذي علي النحل وهي في منازلها. النحل بطبيعة الحال لا يستسلم ويحاول الدفاع عن نفسه ضدهم لكن النحل أصغر من عدوه فهو لا يستطيع لدغه.
الزنبور لديه جلد متين وصلب والنحل لديه ما يميزه فالنحل من الحشرات المنظمة ويستطيع أن يعمل كفريق. يتجمع النحل مع بعضه البعض ليشكل كرة سميكة ويحيط بالزنبور من جميع الاتجاهات تم يقوم النحل برفع درجة حرارة جسده من خلال حركات أجنحته الترددية فترتفع درجة الحرارة داخل هذه الكرة إلي 45 درجة. من الغريب أن النحل يتحمل هذه الحرارة المرتفعة أما الزنبور فلا يستطيع، لذلك يسخن ويموت. هذه المعركة يمكن أن تستمر أكثر من ساعة.
السرقاط والدرونجو
يتغذي السرقاط علي السحالي والثعابين والعناكب والعقارب والعديد من الحشرات الأخرى. هناك مشكلة في البيئة التي يعيش فيها السرقاط بسبب وجود طيور تتغذي علي نفس الحشرات ومستعدة لخداعه من أجل الطعام. هذا الطائر أفريقي ولونه اسود لامع وهو مزدوج الذيل وعيونه حمراء ساطعة وهو شهير بطرقه الاحتيالية فهذه الطيور تستطيع أن تقلد اصوات الحيوانات والطيور الأخري كي تخيف غريمها وتخطف منه الطعام تحت جلبة الصياح. إنه خيال واسع لهؤلاء الطيور المحتالة والتي تسني للعلماء مراقبتها في احدي التجارب.
المشهد كان مثيرا حقا لدرجة أن بعض العلماء قال أن هذه الطيور لديها بعض القدرات العقلية التي هي من صفت الإنسان. نحن نتحدث هنا عن قدرة التنبؤ بالتصرف الذي سينتهجه الحيوان الآخر. تقوم الطيور بعد أن تلاحظ الحيوانات المفترسة باصدار اصواتا تبعث علي القلق. هو يستغل أن السرقاط يخشي الكثير من الحيوانات المفترسة فيقوم طائر الدرونجو باخافته قبل أن يتناول غداءه ويأخذ منه الفريسة التي كان سيتناولها علي عجل. بهذا الشكل يحصل الدرونجو علي ربع غذائه اليومي من الطعام.
حيوانات أفراس النهر والتماسيح
يتعارك التمساح وفرس النهر علي المساحة المائية. التمساح من الزواحف الشرسة يصل طوله إلي 6 متر ويتمتع بحاستي سمع وبصر قويتين. ذيله القوي يساعده في الوصول إلي سرعة 30 كم في الساعة تحت الماء. فم التمساح يحتوي علي أكثر من 68 سن حاد مثل النصل. عضته مرعبة وقوية جدا فهو يستطيع بمنتهي السهولة أن يقطع الفريسة إلي نصفين كما أنه يفضل اللحم. التماسيح تهجم علي الفرائس التي تشرب من الماء. تماسيح النيل هي الأكثر عدوانية وهي الأخطر في افريقيا. فرس النهر عنيف جدا ويبدو من النظرة الأولي أنه ثقيل الحركة، لكن لا ينبغي أن نقلل من حجمهما. تبلغ سرعة فرس النهر 40 كم في الساعة في الماء واليابسة.
بالاضافة إلي أن ضحايا افراس النهر من البشر – وفقا للاحصائيات – تتجاوز ضحايا الأسود بالعديد من المرات.
السلاح الرئيسي لفرس النهر هي اسنانه الكبير البالغ عددها 36 والتي من بينها نابان يصل طولهما 60 سم. يستطيع أن يفتح فمه بزاوية 150 درجة ويبلغ عرضه 80 سم.
افراس النهر آكلة للعشب فهي تتغذي علي النباتات المائية بسبب طول أمعائها التي تصل طولها إلي 60 متر، لكن كان هناك حالات تتغذي فيها افراس النهر علي مثيلاتهم من الأموات.
أفراس النهر سريعة الغضب. هذه الحيوانات سوف تدافع عن مساحتها المائية حتي لو كلفها ذلك حياتها.
تحاول التماسيح تجنب هؤلاء العمالقة ولا يخاطرون حتي في مهاجمة صغارهم.
النمل
النمل هم المحاربون الشجعان والمجرمون القساة بسبب المنافسة الشديدة علي مصادر الغذاء خاصة إذا كانت صفوف هذه الحشرات متواجدة بالقرب من بعضهما البعض علي مساحة صغيرة. فهم يهجمون علي جيرانهم ويدمرون أعشاشهم لذلك ليس من النادر أن نري الصراعات بين انواع النمل المختلفة.
النمل يقوم بالعض واللدغ في المعارك ويستخدم السلاح الكيماوي. بعد أن يشعر النمل الماليزي مثلا بالخطر يفجر نفسه عن طريق انقباض عضلاته وينثر أشلاء جسده حول المادة الصمغية التي تحتوي علي الأسيتوفينون ومواد كيميائية اخري قادرة علي شل العدو.
بعد الانتهاء من قرأه مقال حيوانات تبغض بعضها البعض نرشح لك قرأه المزيد من المقالات المتوفرة عبر موقع غذى ذهنك من هنا ايضا :